الجمعة، 20 فبراير 2009

نحو تغيير إيجابي في حياتنا

الدكتور صالح بن علي أبو عرَّادأستاذ التربية الإسلامية المُشارك بكلية المعلمين في جامعة الملك خالد بأبها
الحمد لله الذي يُغير ولا يتغير ، ويُبدِّل ولا يتبدل ، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ الذي جاء بمنهج التغيير نحو الأفضل ، وعلى آله الأخيار ، وصحابته الأطهار ، وعنا معهم برحمتك وفضلك يا عزيز يا غفّار ، وبعد : فمما لاشك فيه أن دين الإسلام العظيم ، وتربيته الإسلامية السامية ، قد قرّرت قاعدة [ التغيير ] في حياة الإنسان المسلم ومن ثم في المجتمع المسلم ، وجعلتها مبنيةً على مدى قدرة الأفراد على تغييرهم لأنفسهم ، وهو ما يُشير إليه قوله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } (سورة الرعد: من الآية 11) .
ومعنى هذا أن حكمة الله تعالى وإرادته (جل جلاله) ، جعلت مسألة تغير المجتمع راجعةٌ إلى تغير ما في أنفس أفراده ، فإذا غيَّر الأفراد ما بأنفسهم نحو الأفضل تغير المجتمع نحو الأفضل ، وإن كان التغيير - والعياذ بالله - إلى الأسوأ كان تغير المجتمع نحو الأسوأ .
وهذا يؤكد أن الله (عز وجل) جعل مسألة التغيير بيد الإنسان ، وأمرٌ راجعٌ إلى خياره وقراره لأنه صانع التغيير ، وصاحب القرار الذي بيده أن يمضي فيه ويُحققه .
ولعل مما يُعزز هذا قوله تعالى : { ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } (سورة الأنفال : من الآية 53) .وفي هذا الشأن يقول الدكتور / علي مدكور : " إن التغير الاجتماعي إنما يبدأ من الداخل ، أي من النفس ، وذلك بتغيير الأنماط العقائدية ، والمعيارية ، والقيميّة ، والفكرية للإنسان ؛ فإذا ما تغيّر ذلك ، فإنه ينعكس على السلوك الخارجي للفرد والمجتمع على السواء " (1) . ويؤكد هذا المعنى ما أورده الدكتور / محمد بن أحمد الرشيد بقوله : " فالتغيير إلى الأفضل أو إلى الأسوأ أمرٌ يقع في نطاق البشر ، وعليهم تقع مسؤولية اختيار أحد النجدين : نجد الهُدى والخير والصلاح ، أو نجد الضلال والشر والإفساد " .
ثم يُضيف قوله : " إن تغيير ما بالأنفُس من أفكارٍ ومفاهيم واتجاهاتٍ وميول ، أمرٌ موكولٌ للبشر بقدَّر الله ، وذلك هو ما تُشير إليه الآيات الكريمة في قوله تعالى : { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا } (سورة الشمس : 7 - 10) " (2) .
وتبعاً لرؤية بعض العلوم الحديثة التي ترى أن الإنسان مجموعةٌ من القدرات (جمع قُدرة Ability) ، التي تعني : " القوة التي تمكِّن من أداء فعل جسمي أو عقلي " (3) .
أو التي قد يُقصد بها : الإمكانات العقلية والعضلية اللازمة لأداء مهمةٍ أو عملٍ ما .فإنه يمكن أن نُقسِّم مجموعة القدرات الإنسانية إلى عدة أقسام ، منها :
= القدرات العقلية أو الفكرية .
= القدرات الجسمية أو العضلية .
= القدرات اللغوية أو اللسانية .
= القدرات الانفعالية
القدرات الاجتماعية .
ولا شك أن هناك قدراتٍ أُخرى غير ما ذكرنا .
واللافت للنظر أن مجموعة القدرات الإنسانية يمكن أن تُصنف من حيث ظهورها إلى نوعين رئيسين ، هما :
أ - قدرات ظاهرة : وهي القدرات الملاحظة أو الفاعلة التي يمكن مشاهدتها عند الإنسان على اختلاف أنواعها .
ب - قدرات غير ظاهرة (كامنة) : وهي القدرات التي تكون موجودةً عند الإنسان ولكنها غيرُ مُفعّلة ؛ فهي في انتظار من يقوم بتحريرها وتفعيلها وتوفير البيئة والظروف المناسبة لظهورها .
أما التغيير فيُقصد به : " التحول من حالةٍ إلى حالة " (4) .
وقد يُقصد به : " إحداثُ شيءٍ لم يكن قبله " (5) .
وهناك من يرى أن التغيُر يعني : " انتقال الشيء من حالةٍ إلى حالةٍ أُخرى " (6) .
وقد يُقصد بالتغيير الأنشطة القولية أو الفعلية المختلفة التي تؤدي إلى جعل الواقع يختلف عن الوضع المعتاد .
من هنا فإن المعنى الإجمالي للتغيير يُشير إلى التحول من واقع نعيشه إلى حالٍ آخر ننشده .
وهنا يأتي سؤالٌ يطرح نفسه ويقول :
= ما الداعي للتغيير ؟ وهل هناك ما يُبرر الدعوة إليه والحرص عليه ؟فيأتي الجواب ليوضح أن من دواعي التغيير ما يلي :
1. أن التغيير سُنةٌ كونيةٌ ، وأمرٌ فطريٌ في هذه الحياة الدنيا ؛ إذ إن حياة الإنسان قائمةٌ على مبدأ التغيير .
2. أن في التغيير إقتداءٌ بهدي النبي صلى الله عليه وسلم ، وسنته الشريفة التي تُخبرنا في أكثر من موضعٍ أنه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم غيّر كثيراً من شؤون حياته وحياة أصحابه القولية والفعلية .
3. أن التغيير سبيلٌ لبلوغ الكمال البشري المأمول ، وتحقيق الأهداف والغايات المنشودة ، وما دمنا لم نبلغ هذه الدرجة - ولن نبلغها - ؛ فإن علينا أن نحرص على التغيير الإيجابي المطلوب لنقترب قدر المستطاع منها .
4. أن التغيير دليلٌ على الطموح والتطلع والرغبة في تحقيق الأفضل والأجمل والأكمل .
أما المُبررات التي من أجلها يتم التغيير فكثيرةٌ جداً ، وتختلف باختلاف الحالات والظروف والزمان والمكان ، إلا أن من أبرزها ما نُلاحظه ونراه ونسمعه ونتفق جميعاً عليه ، ويتمثل في أننا نعلم أن هناك الكثير من الطاقات البشرية (المُهدرة) التي لم يُفد منها أصحابها ، ولا المجتمع من حولهم لأنها طاقاتٌ مُعطلة ، وقدراتٌ غير مُفعّلة ، وخير دليلٍ على ذلك تلك المواهب المدفونة عند الكثيرين في مختلف مجالات الحياة ، وتلك الأوقات الضائعة التي نهدرها جميعاً (إلا ما ندر) على مدار اليوم والليلة فيما لا فائدة فيه ، ولا نفع منه سواءً أكان ذلك من الأقوال أو الأفعال . إضافةً إلى مشكلة الخضوع والاستسلام لمختلف لعادات والتقاليد الخاطئة في المجتمع ، وعدم بذل أي محاولة إيجابية لتغييرها أو تعديلها أو تصحيحها أو التخلص منها .
وإليكم (إخواني القراء) مجموعةً من الأمثلة للطاقات والأوقات المهدرة في حياة كثيرٍ من الناس في واقعنا :
= كم من ساعةٍ يقضيها الكثير من الناس ولاسيما الشباب أمام شاشات التلفزيونات وأجهزة الحاسب الآلي ؟
= كم من ساعةٍ يقضيها الشباب - على وجه الخصوص - وهم يتجولون بسياراتهم هنا وهناك بلا فائدةٍ ولا مصلحة ؟
= كم من المكالمات يجريها كثيرٌ من الناس بلا داعٍ ولا ضرورة ؟
= كم من الساعات الزائدة ينامها كثيرٌ من الناس على مدار اليوم والليلة ؟
= كم من الفرائض تؤخر عن وقتها وربما تضيع تساهلاً وتهاونًا والعياذ بالله ؟
= كم من الكلمات التي يُطلقها الإنسان وهو لا يدري أهي محسوبةٌ له أم عليه ؟
= كم من النقود تُصرف في أشياء ليست ضرورية ولا تدعو إليها الحاجة ؟
= كم من الساعات تقضيها النساء وبعض الرجال في القيل و القال ؟
= كم من الأوقات ضاعت في ألوانٍ من اللهو والغفلة ولم يستفد منها معظم الناس في حياتهم ؟
= كم من الملابس والأثاث والممتلكات التي لم نعد نحتاج إليها في دورنا ومنازلنا ؟
= كم من النصائح والمواعظ والمواقف التي سمعناها وعرفناها وتأثرنا بها في حينها ثم نسيناها بعد ذلك ؟
= كم من الأوقات تضيع منا في كثيرٍ من المناسبات والحفلات والاجتماعات ؟
= كم من الأوقات نُهدرها في تصفح الصحف والمجلات وغيرها من المطبوعات التي لا نفع فيها ولا فائدة منها ؟
= كم الفائض من أصناف الأطعمة والمشروبات على موائدنا في الحفلات والمناسبات العامة والخاصة ؟ ثم ماذا بعد هذا كله ؟! - هل تغير وضعنا ؟ - وهل تعدّل نمط حياتنا ؟
- وهل يمكن أن نُحدث تغييراً ولو يسيراً في واقع حياتنا ؟
- وهل حدث فرقٌ بين ما كان عليه حالنا وما هو عليه الآن ؟ إن هذا الموضوع سيُركِّز على مسألة التغيير الإيجابي ، وأقصد به التغيير نحو الأفضل والأجمل والأحسن والأكمل ، وهو ما سيعتمد على محاولة تحقيق ذلك التغيير من خلال زيادة بعض التصرفات الإيجابية ولو بمقدارٍ يسيرٍ عند كل فردٍ منا ، والتقليل من بعض التصرفات السلبية قدر المُستطاع .
وإليك - أخي القارئ - مجموعة من الأمثلة التي أقترح عليك القيام بها ، والتي يمكن - متى تم تطبيقها أو تطبيق بعضها لمدة أسبوعٍ مثلاً - أن يتحقق جزءٌ كبيرٌ من التغيير الإيجابي المطلوب في حياتك ، ومنها ما يلي :
= عوّد نفسك المحافظة على بعض الأذكار الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم على مدار اليوم والليلة .
= اغتنم فترة قيادتك للسيارة (ذهاباً و إياباً) في إشغال لسانك بذكر الله تعالى تسبيحًا ، وتهليلاً ، وحمدًا ، واستغفارًا ، وتكبيرًا .
= اجعل من ضمن برنامجك الأُسبوعي زيارة أحد الأقارب أو الأصدقاء أو الجيران للسلام والاطمئنان عليه .
= مارس رياضة المشي أو الجري الخفيف لمدة عشر دقائق يوميًا .
= عوّد نفسك الجلوس مع والديك ، أو مع أفراد أسرتك وتبادل الحديث الودي معهم ولو لوقتٍ قصيرٍ يومياً .
= احرص على التبكير في حضور مواعيدك خلال هذا الأسبوع .
= جرِّب أن تنام مبكراً خلال هذا الأسبوع .
= جرب ألاّ تزيد سرعة قيادتك للسيارة عن (80) كيلو متر في الساعة .
= احرص على أن تبدأ بالسلام على والديك يومياً وتقبيل أيديهما .
= تلطف في كلامك مع إخوانك وأصدقائك وجيرانك وكل من هم حولك .
= تصدق ولو بريالٍ واحدٍ يوميًا خلال هذا الأسبوع .
= حافظ على ذكر الله تعالى (تسبيحًا وتحميدًا وتهليلاً وتكبيرًا واستغفارًا) في أوقات الفراغ بدلاً من الصمت ، أو الغناء ، أو نحو ذلك .
= حافظ على استعمال السواك باستمرار ، أو قم بتنظيف أسنانك ثلاث مرات في اليوم والليلة .
= احرص على جمال المظهر والأناقة المعقولة والمقبولة في الملبس والمظهر والشكل العام .
= تعود على سماع وجهات نظر الآخرين وتقبُلها وإن كانت مُخالفة لوجهة نظرك الخاصة .
= قلل من فترة استماعك للأغاني والموسيقى ونحوها إن كنت من المبتلين بسماعها .
= أعد النظر في قائمة القنوات التلفزيونية التي تُشاهدها في بيتك .
= حاول تنظيم وقتك وأداء ما عليك من واجباتٍ في حينها دون تأخير .
= أعد ترتيب محتويات غرفتك أو مكتبك أو سيارتك حتى تبدو أكثر نظاماً .
= حاول زيارة المستشفى للسلام على المرضى من إخوانك المسلمين وإن لم تعرفهم .
= حافظ على زيارة المقابر والسلام على أموات المسمين والدعاء لهم .
= قم بتلبية الدعوات التي توجَّه لك ، ولاسيما من الأهل والأقارب والجيران .
= شارك في حضور المناسبات المختلفة التي تُدعى إليها .
= اجتهد أن تُصلي كل الفروض مع جماعة المسلمين في المسجد .
= زد معدل تلاوتك للقرآن الكريم في اليوم الواحد بضع آيات .
= حاول أن تقرأ عدة صفحات من كتابٍ مفيدٍ في اليوم الواحد .
= أعد النظر في محتويات رسائل الجوال المكتوبة والمرئية عندك ، وتخلّص مما لا يرضاه الله تعالى منها .
= استمع لشريطٍ إسلاميٍ واحدٍ في كل يوم لأحد الدعاة .
= قلل عدد السجائر التي تُدخنها يومياً إن كنت ممن ابتلوا أنفسهم بالتدخين .
= حافظ على أداء صلاة الوتر قبل أن تأوي إلى فراشك .
= احرص على أداء صلاة الضحى ولو ركعتين .
أخي القارئ الحبيب : لا شك أن تطبيقك لهذه الأمثلة في حياتك والمحافظة عليها ستؤدي إلى نتائج مُدهشة قد لا تتوقعها ، والتجربة أكبر برهان كما يُقال . ولاسيما أنك ستشعر - بإذن الله تعالى - بتجدد حياتك ، وتبدُل أحوالك ، وتغير قناعاتك ، وزيادة التصرفات الإيجابية في أدائك اليومي ؛ وبذلك يتحقق التغيير الإيجابي المطلوب .وفيما يلي عددٌ من القناعات التي طالعتها في بعض الكتب ، والمطبوعات ، والمواقع الإنترنتية المختلفة ، والتي يمكن أن تُسهم إلى حدٍ ما في تحقيق التغيير الإيجابي عند الإنسان متى استوعبها وأدرك معناها و اقتنع بها ، ومنها ما يلي :
الإنسان الإيجابي يفكر في الحل والإنسان السلبي يفكر في المشكلة .
=-=
الإنسان الإيجابي لا تنضب أفكاره و الإنسان السلبي لا تنضب أعذاره
=-=
الإنسان الإيجابي يساعد الآخرينو الإنسان السلبي يتوقع المساعدة من الآخرين
=-=
الإنسان الإيجابي يرى أن هناك حلاً لكل مشكلةو الإنسان السلبي يرى مشكلة في كل حل
=-=
الإنسان الإيجابي يرى الحل صعبًا لكنه ممكن و الإنسان السلبي يرى الحل ممكنًا لكنه صعب
=-=
الإنسان الإيجابي لديه آمالٌ يحققها و الإنسان السلبي لديه أوهام وأضغاث أحلام يبددها
=-=
الإنسان الإيجابي يرى في العمل أملو الإنسان السلبي يرى في العمل ألم
=-=
الإنسان الإيجابي ينظر إلى المستقبل ويتطلع إلى ما هو ممكنو الإنسان السلبي ينظر إلى الماضي ويتطلع إلى ما هو مستحيل
=-=
الإنسان الإيجابي يناقش بقوةٍ وبلغةٍ لطيفة و الإنسان السلبي يناقش بضعفٍ وبلُغةٍ فظة
=-=
الإنسان الإيجابي يتمسك بالقيم ويتنازل عن الصغائر و الإنسان السلبي يتشبث بالصغائر ويتنازل عن القيم
=-=
الإنسان الإيجابي مُتفائل في نظرته للحياة ومجرياتهاو الإنسان السلبي متشائم ونظرته للحياة سوداوية
=-=
وختامًا : هذه بعض النقاط الرئيسة التي أرى - من وجهة نظري الخاصة - أنه لا بد من مراعاتها وتحققها عند الرغبة في التغيير ، ومنها ما يلي :
(1) استعن بالله وحده عند شروعك في مشوار التغيير ؛ فهو الذي له الأمر كُله ، وهو الذي يُقدِّر الأقدار ، وهو الذي يشاءُ ويختار .
(2) ليكن أول تغييرٍ تحرص عليه - أخي الشاب - أن تعمل على مضاعفة إيمانك بالله تعالى ، وتقويته عن طريق زيادة الأعمال الصالحة التي ترضيه سبحانه .
(3) تذكّر أن كل إنسانٍ موفّق إلى عملٍ صالحٍ من أعمال الخير ، فمن الناس من وفّق إلى الصلاة ، ومنهم من وفق إلى الصدقة ، ومنهم من وفق إلى الصيام ، ومنهم من وفق إلى الدعوة إلى الله تعالى ، ومنهم من وفق إلى الخُلق الحسن ، ومنهم من وفق للإصلاح بين الناس ، وهكذا .
(4) التغيير لا يمكن أن يكون إلاّ من الداخل ، ولا بُدأن ينبع من قناعةٍ داخل النفس ، و مهما قام الآخرون بمساعدتنا ، فلن يحدث التغيير إلا إذا رغبه الإنسان وبدأه .
(5) التغيير يحتاج إلى البدء الفوري فيه ، وسرعة المبادرة إليه ، و عدم التسويف أو التأجيل و التأخير . قال تعالى : { وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ } (سورة آل عمران : الآية 133) .
(6) تأكد أن تحقيق التغيير المطلوب (لا ولم ولن) يحصُل بخطوةٍ واحدةٍ عملاقةٍ أو ضخمة ، ولكنه يحصل بمجموعة خطواتٍ صغيرة .
(7) لا تنس أنه حتى يكون التغيير إيجابيا ، فلابد أن يكون صادقاً ، ومستمراً ، ومنتظماً ، وشاملاً .
(8) التغيير ممكن للجميع ويناسب جميع الأعمار .
(9) إن إحداث التغيير يجب أن يُراعي قدرات الإنسان واستعداداته ، حتى لا يُحمِّل نفسه ما لا تطيق . وحتى يكون التغيير منسجمًا مع عقل الإنسان ، فلا يجنح به إلى ما يضر بمصالحه، أو يتعارض مع رغباته ، فلا يحرمه المتاع الحلال ، أو يتنافى مع أخلاقه وسلوكياته الثابتة .
(10) ليكن في علمك أنه ليس هناك تغيير إيجابي دون عناءٍ أو مشقة ، وهنا تكمن اللذة والاستمتاع بالانتصار على هوى النفس .
وهذا يعني أن علينا أن نُردد العبارة الشهيرة :
" كلمة مستحيل ليست في قاموس حياتي " .
ومثلها عبارة :
" لا شيء مستحيل " .
وفي الختام : أسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لتغيير أقوالنا ، وأعمالنا ، ونوايانا ، وجميع شأننا إلى ما فيه الصلاح ، والفلاح ، والنجاح ، والحمد لله رب العالمين .

Mars starts using animal products


Masterfoods' brands are household namesSome of the UK's best-selling chocolate bars, such as Mars and Twix, will no longer be suitable for vegetarians.
Also affecting brands such as Snickers and Maltesers, owner Masterfoods said it had started to use animal product rennet to make its chocolate products.
Masterfoods said the change was due to it switching the sourcing of its ingredients and the admission was a "principled decision" on its part.
The Vegetarian Society said the company's move was "incomprehensible".
'Extremely disappointed'
Masterfoods said it had started using rennet from 1 May and non-affected products had a "best before date" up to 1 October.
Masterfoods' decision to use non-vegetarian whey is a backward step
Vegetarian Society
Rennet, a chemical sourced from calves' stomachs, is used in the production of whey.
It will now also be found in Bounty, Minstrels and Milky Way products, and the ice cream versions of all Masterfoods' bars.
"If the customer is an extremely strict vegetarian, then we are sorry the products are no longer suitable, but a less strict vegetarian should enjoy our chocolate," said Paul Goalby, corporate affairs manager for Masterfoods.
The Vegetarian Society said it was "extremely disappointed".
"At a time when more and more consumers are concerned about the provenance of their food, Masterfoods' decision to use non-vegetarian whey is a backward step," it said in a statement.
"Mars products are very popular with young people and many will be shocked to discover that their manufacture now relies on the extraction of rennet from the stomach lining of young calves," it added.

خبر عاجل من البي بي سي: حول سنكرز وتويكس وغيرها..., أقرأ من فضلك..

أعلنت شركة ماستر فودز المصنعة للحلويات المشهورة في بريطانيا ( مارس، بوينتي، سنكرس، تويكس و غيرها )
‏أنها إبتداءاً من هذا الشهر ستبدأ بتغيير طريقة إنتاجها لجميع منتجاتهابما فيها الآيس كريم وذلك باستبدال المواد النباتية بمواد حيوانية (عصارة المعدة) لصناعة هذه الحلويات وبذلك ستدخل هذه المنتجات في سلة المنتجات المحرمة علينا إسلاميا وشرعيالأن الحيوانات التي ستستخدم مكوناتها غير مذكاة هذا أولاً وثانياً فهم لم يحددوا أي نوع من الحيوانات سيستخدموا علما أن ما يستخدم عادة هو شحوم وبقايا الخنزير علماً أن المنتجات التي ستكون كذلك هي فقط التي ستصنع ابتداء من هذا الشهر و إليكم هذا الرابط من موقع بي بي سي الإخباري و الذي يؤكد الخبر

http://news.bbc.co.uk/1/hi/business/6653175.stm‏

كما نشير إلى غضب النباتيين من هذا القرار الأمر الذي دفعهم بأجراء تجارب على المنتج الجديد وتبين لهم إصابة منتجات الشكولا الجديد بالعفونة بعد وقت قليل جدا من تعرضها للهواء كما هو موضح بالصور فاحذروها....أحذروها....أحذروها
Mars‏ ، Snickers‏ ، Twix‏ ، Bros‏ ، Lion‏ ، KitKat‏ ، Bounty‏ .
إذا أردت الأجر فانشر خصوصا إذا علمت أن هذه الأنواع من الشوكلا تستهلك بشكل كبير في البلدان العربية والاسلامية .

الأربعاء، 18 فبراير 2009

كاااسة شاي ..يا سلااااام

تخيل أن لديك كأس شاي مر وأضفت إليه سكرا ...
ولكن لا تحرك السكر فهل ستجد طعم حلاوة السكر؟
‏بالتأكيد لا . ..‏
أمعن النظر في الكأس لمدة دقيقة ...
‏وتذوق الشاي ‏هل تغير شي !هل تذوقت الحلاوة؟
أعتقد لا ...
‏ ألا تلاحظ أن الشاي ‏بدأ يبرد ويبرد وأنت لم تذق حلاوته بعد؟
‏إذن محاولة أخيرة ضع يديك على رأسك ودر‏ حول كاس الشاي وادعُ ربك أن يصبح ‏الشاي ‏حلواً ‏إذن . ..
كل ذلك من الجنون ...
وقد ‏يكون سخفاً . ..‏
فلن يصبح الشاي حلواً . ..
بل سيكون قد برد ولن تشربه أبداً . ...
وكذلك هي الحياة ...
فهي كوب شاي مر
والقدرات التي وهبك الله إياها والخير الكامن ‏داخل نفسك هو السكر ...
الذي إن لم تحركه بنفسك فلن تتذوق طعم حلاوته
وإن دعوت الله مكتوف الأيدي أن يجعل حياتك أفضل فلن تكن أفضل إلا إن عملت جاهداً بنفسك ...‏
وحركت إبداعاتك بنفسك ...
‏لذلك اعمل ..
.‏لتصـل
لتنجح
لتصبح حياتك أفضــل . ..
‏وتتذوق حلاوة إنتاجك وعملك وإبداعك ‏

فتصبح حياتك أفضل ‏شاي يعدل المزاج ...

الاثنين، 16 فبراير 2009

هل هناك عيد للحب؟؟؟



صار للحب عيد لأنه مفقود، والمفقود مطلوب ومرغوب...
طوال عدة قرون كان الناس ولا يزالون يهربون من الحب إلى الأديرة والجبال والصحراء، فقط لتفادي كل فرص نمو الحب...
حتى أنهم عاشوا العزلة في الكهوف خائفين من الحب!!! وهناك وجهة نظر في هذا العمل:

الحب يصنع كثيراً من الارتباك والمشاكل...
الحياة دون حب فيها شيء من الهدوء، لكن ذلك الهدوء بارد وميت.

نعم هناك صمت لكنه صمت القبور... ليس فيه أي لحن أو فرح وليس له قيمة.

على المرء أن يحوّل طاقة الحب إلى صلاة... وهذا غير ممكن بالهروب منه.
يجب أن تدخل في عاصفة الحب وقصصه كلها وأن تبقى يقظاً واعياً ومراقباً،
بحيث يبقى الاضطراب محيطاً بك لكن دون أن يصل إلى مركزك الصامت الصامد في سكينة وسلام.

يجب أن تقبل الحب ومع ذلك يجب ألا ترتبك به...
سيجلب كثيراً من المشاكل وهي جيدة لأنها تصنع التحديات في الحياة..
وعندما تتجاوب مع التحديات تنمو وتسمو.

أولاً يتطلب الحب رمي الأنا، وهنا يبدأ الصراع: الأنا تتعلق بك وأنت تتعلق بها،
الأنا تريد التحكم بكل الموضوع والحب لا يمكن لأحد أن يحكمه أو يمتلكه.
إذا تعلقتَ بالأنا سيزول الحب... وإذا رميتَ الأنا، عندها فقط يمكن للحب أن ينمو...
هذا أول تحدي، وستأتي عدة تحديات جديدة من بعده الواحدة تلو الأخرى.

الحب يتطلب أعظم شجاعة وجرأة في العالم،
ببساطة، لأن الشرط الأساسي للدخول في عالم الحب هو إذابة الأنا عندك.
نحن نتعلق بالأنا مثل أي شيء آخر نمتلكه... مستعدون للموت من أجلها، لكننا غير مستعدين لتركها تموت،
لأنها تعطينا الهوية والشخصية... تعطينا كياناً مستقلاً... تعطينا شعوراً بالأهمية...

لكن لأن الأنا في الأصل ظاهرة مزيفة ليس لها أصل، فإن كل هذه المشاعر مزروعة في الوهم...
ولهذا في أعماقنا نحن ندرك دائماً أن الأهمية الناتجة عن الأنا مزيفة وسخيفة.

نعرف ذلك لكننا لا نعرف...
ندرك ذلك لكن لا نريد إدراكه...
بل نريد دوماً التغاضي وإغماض عيوننا الداخلية...
وهذه مصيبة البشرية.

الدخول في الحب يعني الخروج من هذه المصيبة، ورمي كل الزيف والقناع الخداع،
وأن يصبح المرء صفراً.. لا شيء..
لكن من ذلك اللاشيء يظهر شيء عظيم القيمة...
يحول حياتك إلى مهرجان من الفرح والألوان...

الحب العادي طلب وحاجة ومعركة، أما الحب الحقيقي فهو عطاء ومشاركة وبركة...
الحقيقي لا يعرف الطلب، لا يعرف سوى فرح العطاء بسخاء....
الحب الحقيقي غذاء، يقوي الروح....

كن خادماً للحب الحقيقي... أي خادماً للحب في نقاوته القصوى.
أعط وشارك مهما كنت وكانت حالتك، المشاركة متعة كبيرة فلا تضع أي فرصة...

وعندما أقول: كن خادماً للحب، لا أقصد أن تصبح خادماً لشخص تحبه،
لا بتاتاً.... لا أقصد أن تصبح خادم للحبيب بل أقصد أن تصبح خادم للحب.

الحب المجرد بحد ذاته هو المعبود والمطلوب وليس المحبوب،
لأن المحبوب هو فقط أحد أشكال تلك الفكرة النقية المتجسدة.

الزهرة فكرة معينة، أو شكل، والقمر فكرة أخرى، وحبيبك فكرة أيضاً...
ابنك وأمك ووالدك، كلهم أشكال، كلهم أمواج من محيط الحب.

الحب هو التجربة الوحيدة التي تتجاوز المكان والزمان،
لهذا لا يخاف العشاق من الموت.... الحب لا يعرف الموت....

لحظة حب واحدة أهم من كل الزمن والأزل... ولا تزول في أي زوال...

الجنس جزء صغير للغاية من طاقة حياتك، أما الحب فهو كل كيانك ووجدانك،
الحب هو روحك!... والمحبة هي الله...
الجنس ببساطة حاجة من حاجات المجتمع، من حاجات السلالة البشرية لكي تستمر...
يمكنك أن تشارك به إذا أردت، لكن لا يمكنك أبداً أبداً تجنب الحب!!!

حالما تتجنب الحب يموت كل إبداعك وتفقد الإحساس في كل حواسك،
تتجمع كميات كبيرة من الغبار عليك فتصبح من الموتى الأحياء المنتظرين يوم الدفن!

إذا كان الجنس كل ما لديك، فأنت لا تملك شيئاً!....
لكن إذا أدركتَ أن الحب هو جوهر وجودك وأحببتَ شخصاً ما كصداقة عميقة،
كرقصة بين قلبين منسجمين، بتناغم يكاد يجعلهم قلباً واحداً....
عندها لا تحتاجون إلى أي شريعة أو لاهوت أو روحانية، لقد وجدتم كل شيء وعشتموه.

مَن لم يعرف الآخر في لحظات الحب العميقة،
في أقصى هيام وغرام، في نشوة تطير فوق الأكوان،
لن يكون قادراً على معرفة نفسه ولا معرفة ربه،
لأنه يفتقد إلى المرآة...
كيف يستطيع أن يرى صورته المنعكسة بدون المرآة في قلب وعيون الآخر؟