الأربعاء، 27 أغسطس 2008

إسأل ... وتوكَّــل !!

إســأل .. وتــوكــل !!هذا هو الحال الأن ...بَدَّلنَا قول الحبيب من إعقل وتوكل ... إلى إسأل وتوكل !!اللِسان حَلَّ مَحل .. العقلوالحل السهل لجميع مشاكلنا الأن هو ... أن نسأل الغير عن كيفية حلها لنا.فبدلا من أن نقرأ ونُفكر ونستفتى القلب .. أطلقنا اللسانوطالما اللسان مشغول .. فأين الوقت للصمت وإستفتاء القلب ؟اليوم نستفتى الأخرين وليس قلوبنا .. هم أعلم بنا منا !! ... وليس الذى هو أقرب إلينا من حبل الوريد !!الرحلة الداخلية ... جعلناها خارجية !!أول أية نزلت على الحبيب صلى الله عليه وسلم .. إقــرأ ... ولم تكن .. إسـأل !؟وكان الحبيب فى كثير من الأحيان لا يُجيب على أسئلة الصحابة عندما يسألوه .... فكان الصمت .. أبلَغ إجابة.ومن ناحية أخرى ... - نحن لا نعرف كيف نسأل .. ؟لأننا إذا عرفنا كيف نسأل .. سنجد الإجابة فى السؤالوكما قال الحكماء منذ القدم : فى السؤال نصف الإجابةفالسائل هو ... المسئول.- وإذا عرفنا كيف نسأل .. لا نعرف من الشخص المناسب الذى يجب أن نسأله- وإذا حصلنا على الإجابة لا تعجبنا ولا نقتنع بها ونبحث عن شخص أخر لنسأله نفس السؤال وقد نحصل على نفس الإجابة .. ولكن أيضا نستمر فى البحث من جديد لمجرد أن نسأل ...!!فتحول الأمر إلى .. السؤال ؟ من أجل السؤال ؟فبدلا من أن نسأل للوصول للإجابة لحل مشكلتنا تحول الأمر إلى إدمان وتشفير على الأسئلة والسعى الدائم للبحث عن من نسأله ؟نسأل فى جميع جوانب حياتنا .. كأن الحياة مشكلة كبيرة مُعقدة .. نحتاج لمن نسأله بخصوصها طوال 24 ساعة ؟والتشفير على توجيهنا لهذا التوجه جاء أساسا من الإعلام ومن أنفسنا.أما من الإعلام ....((((إتصل الأن وسيرد عليك ... بنفسه ليجيبك على كل تساؤلاتك))))فصرنا نتصل لكى نسأل ... وراح عن عقلنا أننا نُستَغل بهذه الطريقة من التشفير.كأنهم يقولون لنا : إلغ عقلك وإستعمل عقلنا نحن .. ولكن ستدفع الثمن .. الثمن بسيط ... جنيه ونصف فى الدقيقةلاغيت عقلك ... بجنيه ونصف !!!وبدل من الإنتظار ساعات بجوار التليفون لكى يرد عليك من تسأله ... الأسهل والأعقل أن تبحث فى كتاب أو على الإنترنيتحتى الإنترنيت إتشفرنا على أن نبحث عن المواقع التى سَترد على أسئلتنا وليس المواقع التى توفر لنا المعلومات.لأننا وقتها سنضطر أن نبذل مجهود ....... ونقرأوغالبا ما يكون الحل بين السطورولكن الأمر يتطلب أن تقرأ السطور ... فما بالك أن تقرأ ما بينها !!!هذا مجهود كبير ... والأسهل أن تسأل ؟والأسئلة يوميا .. وكل ساعة ... بل كل دقيقة ستجد سؤال فى فكرك الذى تَشَّفر .. تُريد من يُجيبك عليه ؟فأصبحنا نتعرف على الدين عن طريق الأسئلةنسأل الشيخ عن كل صغيرة وكبيرة .. عن الحلال والحرام ؟نسأل مُفسر الأحلام عن ماذا سنحلم اليوم قبل أن نحلم به ؟نسأل الطبيب عن أمراضنا وكيفية شفائنا منها ؟نسأل الطبيب النفسى كيف ننام وكيف نصحو ؟نسأل المستشار عن الحل القانونى لمشاكلنا ؟نسأل الشيف ماذا نطبخ اليوم ؟نسال مصممة الأزياء ماذا نلبس اليوم ؟نسأل المنجمين عن حظنا اليوم وكيف نفك السحر ؟نسأل الخبير الإقتصادى عن البورصة اليوم ؟نسأل ... ونسأل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟وغالبا لا نتلقى الإجابة التى ننتظرهالأن الهدف أن نتصل .. وقد إتصلنا بالفعل .... وشكرا !!!وبذلك تنازلنا عن حريتنا وأصبحنا دائما محتاجين لغيرنا لحل مشاكلنا والرد على أسئلتنا.لماذا إذن الكتب والمكتبات ... هل الأمر أصبح الأن أن البعض يقرأ .. والبعض الأخر يسأل ؟؟؟وكذلك من يقوم بالإجابة علينا .. هل فى مرة نصحنا بأن نقرأ كتاب معين للحصول على معلومات أكثر حول ما نسأل عنه ؟طبعا لا ... لأننا إذا قرأنا فلن نحتاج أن نسأله.وهل هو تلقى المعلومات التى لديه عن طريق الأسئلة ؟؟؟هو يعرف جيدا أن العلم لا يُؤخذ عن طريق السؤال والجواب ... وإنما عن طريق القراءة والتطبيق.أما من أنفسنا ...لا أحد يريد أن يكون مسؤل ... كل منا يريد أن يكون سائل فقط.وأيضا نسأل وقد وضعنا نحن الإجابة مُقدماأو نسأل ولا نريد أن نسمع الإجابة ...فمثلا من الأسئلة التى ترد على بيت الشفاء نعرف من السؤال :- من الذى قرأ ثم سأل ؟- ومن الذى سأل بدون أن يقرأ ؟ لأنه رأى أنه من الأسهل أن نُجيب عليه بإيميل خاص بدلا من أن يقرأ.- وهناك أسئلة يكون الرد عليها هو الموقع بالكاملكأن يسأل شخص : أريد نظام غذائى للسرطان !!!هذا النظام الذى يسأل عنه هو نظام حياة وليس موقع واحد كافى للإجابة عليه.- وسؤال أخر قام صاحبه بوضع الإجابة المُسبقة عليهأريد أن أنقص وزنى ولكن لا تقولوا لى أن أتوقف عن الأكل !!!! ولا أستطيع أن أتوقف عن تناول اللحوم ....- وهناك من يسأل وعندما تصله الإجابة لا يهتم بها.لأنه كما قُلنا ... لا يريد إجابة وإنما يريد أن يسأل فقط كما تعود وتَشَّفر على ذلك.إذن الحل ... بالعقل !!!وأن نرجع إلى ... إعقل وتوكل .. بدلا من .. إسأل وتوكل وأن نقرأ ... لنكون بالفعل ... أمة إقرأ .. وليس أمة إسأل ..؟وأن نرجع للداخل ... الذى فيه إنطوى العالم الأكبر .......وكما قال إبن القيم : إستوحش بما لا يَدوم معك ... وإستأنس بمن لا يُفارقك ...

ليست هناك تعليقات: